ملكة الحنان
05-22-2023, 06:36 AM
من مشاهد رحمته عليه الصَّلاة والسَّلام
وكان نبيُّنا ﷺ من خلقه الرَّحمة، من أسمائه: نبيُّ الرَّحمة، ووصفه الله تعالى بقوله:لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]. ومن مشاهد رحمته ﷺ هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين، وهذا نموذجٌ من رحمته ﷺ بأعدائه، فكيف رحمته بأصحابه؟ وكيف رحمته بالصِّغار؟ وكيف برحمته بالنِّساء والضَّعفة والمساكين؟ فعن عمران بن حصين قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسر ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ، وأسر أصحاب رسول الله ﷺ رجلاً من بني عقيل حلفاء ثقيف، وأصابوا معه العضباء، وهي ناقةٌ نجيبةٌ كانت لرجلٍ من بني عقيل، ثُمَّ انتقلت إلى رسول الله ﷺ، وكانت لا تسبق، فأتى عليه رسول الله ﷺ على هذا الأسير وهو في الوثاق، فقال: يامحمَّد. فأتاه فقال: ما شأنك؟
قال: بم أخذتني وبم أخذت سابقة الحاجِّ؟ بناءً على أيِّ شيءٍ أسرتموني وأخذتم العضباء التي لا تسبق؟ فقال إعظاماً لذلك: أخذتك بجريرة حلفائك ثقيفتحمل أنت من حلفائهم أنت معهم وهم أعداؤنا وأنتم معهم، ثُمَّ انصرف عنه النَّبيُّ ﷺ فناداه فقال: يا محمد يا محمد، وكان رسول الله ﷺ رحيماً رقيقاً -كما يقول الرَّاوي- فرجع إليه، فقال: ما شأنك؟ فقال: إنِّي مسلمٌ، قال: لو قلتها وأنت تملك أمرك يعني: لو قلتها وأسلمت من قبل أن تُؤسر أفلحتَ كُلَّ الفلاح لأنَّك لو أسلمت من قبل لا يجوز أسرك، وكنت قد فزت بالسَّلامة والإسلام، وما أُخذ مالك غنيمةً، لكن الآن أسلمت بعد أن صرت رقيقاً، ثُم انصرف فناداه في الثَّالثة، فقال: يا محمد يا محمد، فأتاه فقال: ما شأنك؟ قال: إنِّي جائعٌ فأطعمني وظمآنٌ فاسقني، قال: هذه حاجتك ففُدي بالرَّجلين، فاداه بالرَّجلين المسلمين من ثقيف وأعاده الحديث[رواه مسلم1641]. رواه مسلم. فإذا كانت هذه رحمته ﷺ بأعدائه، فكيف رحمته ﷺ بإخوانه؟ وكذلك الأنبياء كانوا رحماء كما قال الله تعالى: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا[النساء:125]. قال عن إبراهيم: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ[هود:75]. قال أبو ميسرة معنى أواه: الرَّحيم بلسان الحبشة[تفسير الطبري12/ 38].
من مشاهد رحمة الصَّحابة رضوان الله عليهم
ولأنَّ الصَّحابة الصِّدِّيقين والأولياء من أتباع الأنبياء وهم بمنزلة التي تلي الأنبياء؛ لا شكَّ أنَّه سيكون فيهم رحمةٌ بالغةٌ، من هو رأس الصِّدِّيقين؟ أبو بكر ، وهو الذي قال فيه النَّبيُّ ﷺ: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر[رواه الترمذي3790، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3790]. وفي رواية: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر[رواه أبو يعلى5763، وصححه الألباني في صحيح الجامع 870]. يبيِّن النَّبيُّ ﷺ رحمة الصِّدِّيق بالأمَّة، وكان ذلك من شواهده العظيمة: خلافة الصِّدِّيق ، لكن نجد أنَّ الشَّخصيات إذا تبوأت مواقع المسئولية تتغير أو تظهر فيها أشياء لم تكن واضحة من قبل، فالصِّدِّيق لما تولَّى الخلافة برز فيه جانب لم يكن واضحاً جداً من قبل: القوَّة في الدِّين، فكان موقفه في حرب المرتدين أشجع الصَّحابة وهو أصوبهم فيما فعل عمر الفاروق كان معروفاً بالشِّدَّة في دين الله، فلما تولَّى الخلافة ظهر فيه من مشاهد الرَّحمة بالرَّعية ما لم يكن مثله من قبل، فالشَّاهد أنَّ المسئوليات التي ليست مسئوليات تشريفية ولا تكليفية، بل مسئولياتٌ حقيقيةٌ يقوم بها صاحبها لله تعالى، مسئوليات فيها سهرٌ وتعبٌ ومشقَّة، وفيها خدمة المسلمين إذا تبوأها الإنسان ظهرت فيها صفاتٌ وخصائصٌ واتضحت لم تكن ظاهرة لهذه الدَّرجة من قبل، وهكذا حصل لعدد من النَّاس الذين تبوأوا الخلافة أو الإمرة، ومنهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، فالصَّحابة رضوان الله عليهم هم سادات الأولياء، ولذلك فإنَّ الرَّحمة في قلوبهم من أعظم ما يكون، وقد وصفهم الله تعالى بالقرآن بهذه الصِّفة، فقال : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ الذين هم الصَّحابة أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[الفتح:29]. يرحم بعضهم بعضاً وعلى الكفَّار أشدَّاء، فداخل المجتمع الإسلامي رحماءُ فيما بينهم، وعلى المجتمع الكافر أشداء، وهكذا ينبغي أن تكون صفات المسلم الحقِّ على أعداء الله شديدٌ، وعلى إخوانه رفيقٌ رقيقٌ رحيمٌ.
ومن المشاهد التي تبيِّن لنا رحمة الصَّحابة رضوان الله عليهم لبعضهم البعض هذه القصَّة المؤثرة، التي روتها عائشة رضي الله تعالى عنها كما في مسند الإمام أحمد قالت في قصة الخندق: لما رُمي سعد بن معاذ وجُرح وحكم في بني قريظة حكم الله، فوافق حكمُ سعدٍ حكمَ الله من فوق سبع سماوات، فقال ﷺ: لقد حكمت فيهم بحكم الملك[رواه البخاري2878]. بعد هذا قال سعدٌ : "اللهمَّ إن كنت أبقيت على نبيِّك ﷺ من حرب قريش شيئاً فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك" قالت فانفجر كَلمُه وكان قد برأ حتى ما يُرى منه إلَّا مثل الخرص، وهو الشَّيء اليسير كان الجرح قارب أن يلتئم فلمَّا دعا سعدٌ بذلك؛ لأنَّ الجرح كانت نتيجة المعركة ليحصل أجر الشَّهادة، فدعا بذلك لا يأساً ولا جزعاً، فالجرح كاد أن يندمل فانفجر الجرح ورجع إلى قُبته التي ضرب عليه رسول الله ﷺ في المسجد، كان النَّبيُّ ﷺ يعود سعداً لتكون على طريقه من اهتمامه بسعد ، ولمنقبة سعد وسابقته ومكانته في الإسلام، فيومٌ من الأيام انفجر الكلم وازداد الجرح سيلاناً ونزف ونزل من الخيمة حتى وصل إلى بعض النَّاس قالوا: يا أهل الخيمة ويا أهل المسجد: ما هذا الدَّم الذي يأتينا من قبلكم؟ كما جاء في رواية أخرى، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله ﷺ، قالت عائشة: "فحضره" يعني: نزل به الموت فحضره رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر، فوالذي نفس محمدٍ بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله : رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ قال علقمة قلت: أي أمه: فكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ قالت: "كانت عينه لا تدمع على أحدٍ" يعني: لا يبكي أو أنَّ البكاء الذي فيه شدَّة، ولكنَّه كان إذا وجد فإنَّما هو آخذ بلحيته
"[رواه أحمد25140، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة67].
وجوَّد الحديث الألباني في السَّلسلة. وذكر ابن كثير أيضاً جود إسناده في البداية والنِّهاية[البداية والنهاية4/ 142]. الحديث يبيِّن رحمة الصَّحابة لبعضهم، وإذا نزلت المصيبة أو الموت بأحدهم ماذا تكون مشاعر الآخرين؟ أمَّا دمع عين النَّبيِّ ﷺ فمعروفٌ في مشاهد كثيرة يدلُّ على رحمته كما سيأتي.
وكان نبيُّنا ﷺ من خلقه الرَّحمة، من أسمائه: نبيُّ الرَّحمة، ووصفه الله تعالى بقوله:لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]. ومن مشاهد رحمته ﷺ هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين، وهذا نموذجٌ من رحمته ﷺ بأعدائه، فكيف رحمته بأصحابه؟ وكيف رحمته بالصِّغار؟ وكيف برحمته بالنِّساء والضَّعفة والمساكين؟ فعن عمران بن حصين قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسر ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ، وأسر أصحاب رسول الله ﷺ رجلاً من بني عقيل حلفاء ثقيف، وأصابوا معه العضباء، وهي ناقةٌ نجيبةٌ كانت لرجلٍ من بني عقيل، ثُمَّ انتقلت إلى رسول الله ﷺ، وكانت لا تسبق، فأتى عليه رسول الله ﷺ على هذا الأسير وهو في الوثاق، فقال: يامحمَّد. فأتاه فقال: ما شأنك؟
قال: بم أخذتني وبم أخذت سابقة الحاجِّ؟ بناءً على أيِّ شيءٍ أسرتموني وأخذتم العضباء التي لا تسبق؟ فقال إعظاماً لذلك: أخذتك بجريرة حلفائك ثقيفتحمل أنت من حلفائهم أنت معهم وهم أعداؤنا وأنتم معهم، ثُمَّ انصرف عنه النَّبيُّ ﷺ فناداه فقال: يا محمد يا محمد، وكان رسول الله ﷺ رحيماً رقيقاً -كما يقول الرَّاوي- فرجع إليه، فقال: ما شأنك؟ فقال: إنِّي مسلمٌ، قال: لو قلتها وأنت تملك أمرك يعني: لو قلتها وأسلمت من قبل أن تُؤسر أفلحتَ كُلَّ الفلاح لأنَّك لو أسلمت من قبل لا يجوز أسرك، وكنت قد فزت بالسَّلامة والإسلام، وما أُخذ مالك غنيمةً، لكن الآن أسلمت بعد أن صرت رقيقاً، ثُم انصرف فناداه في الثَّالثة، فقال: يا محمد يا محمد، فأتاه فقال: ما شأنك؟ قال: إنِّي جائعٌ فأطعمني وظمآنٌ فاسقني، قال: هذه حاجتك ففُدي بالرَّجلين، فاداه بالرَّجلين المسلمين من ثقيف وأعاده الحديث[رواه مسلم1641]. رواه مسلم. فإذا كانت هذه رحمته ﷺ بأعدائه، فكيف رحمته ﷺ بإخوانه؟ وكذلك الأنبياء كانوا رحماء كما قال الله تعالى: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا[النساء:125]. قال عن إبراهيم: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ[هود:75]. قال أبو ميسرة معنى أواه: الرَّحيم بلسان الحبشة[تفسير الطبري12/ 38].
من مشاهد رحمة الصَّحابة رضوان الله عليهم
ولأنَّ الصَّحابة الصِّدِّيقين والأولياء من أتباع الأنبياء وهم بمنزلة التي تلي الأنبياء؛ لا شكَّ أنَّه سيكون فيهم رحمةٌ بالغةٌ، من هو رأس الصِّدِّيقين؟ أبو بكر ، وهو الذي قال فيه النَّبيُّ ﷺ: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر[رواه الترمذي3790، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3790]. وفي رواية: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر[رواه أبو يعلى5763، وصححه الألباني في صحيح الجامع 870]. يبيِّن النَّبيُّ ﷺ رحمة الصِّدِّيق بالأمَّة، وكان ذلك من شواهده العظيمة: خلافة الصِّدِّيق ، لكن نجد أنَّ الشَّخصيات إذا تبوأت مواقع المسئولية تتغير أو تظهر فيها أشياء لم تكن واضحة من قبل، فالصِّدِّيق لما تولَّى الخلافة برز فيه جانب لم يكن واضحاً جداً من قبل: القوَّة في الدِّين، فكان موقفه في حرب المرتدين أشجع الصَّحابة وهو أصوبهم فيما فعل عمر الفاروق كان معروفاً بالشِّدَّة في دين الله، فلما تولَّى الخلافة ظهر فيه من مشاهد الرَّحمة بالرَّعية ما لم يكن مثله من قبل، فالشَّاهد أنَّ المسئوليات التي ليست مسئوليات تشريفية ولا تكليفية، بل مسئولياتٌ حقيقيةٌ يقوم بها صاحبها لله تعالى، مسئوليات فيها سهرٌ وتعبٌ ومشقَّة، وفيها خدمة المسلمين إذا تبوأها الإنسان ظهرت فيها صفاتٌ وخصائصٌ واتضحت لم تكن ظاهرة لهذه الدَّرجة من قبل، وهكذا حصل لعدد من النَّاس الذين تبوأوا الخلافة أو الإمرة، ومنهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، فالصَّحابة رضوان الله عليهم هم سادات الأولياء، ولذلك فإنَّ الرَّحمة في قلوبهم من أعظم ما يكون، وقد وصفهم الله تعالى بالقرآن بهذه الصِّفة، فقال : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ الذين هم الصَّحابة أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[الفتح:29]. يرحم بعضهم بعضاً وعلى الكفَّار أشدَّاء، فداخل المجتمع الإسلامي رحماءُ فيما بينهم، وعلى المجتمع الكافر أشداء، وهكذا ينبغي أن تكون صفات المسلم الحقِّ على أعداء الله شديدٌ، وعلى إخوانه رفيقٌ رقيقٌ رحيمٌ.
ومن المشاهد التي تبيِّن لنا رحمة الصَّحابة رضوان الله عليهم لبعضهم البعض هذه القصَّة المؤثرة، التي روتها عائشة رضي الله تعالى عنها كما في مسند الإمام أحمد قالت في قصة الخندق: لما رُمي سعد بن معاذ وجُرح وحكم في بني قريظة حكم الله، فوافق حكمُ سعدٍ حكمَ الله من فوق سبع سماوات، فقال ﷺ: لقد حكمت فيهم بحكم الملك[رواه البخاري2878]. بعد هذا قال سعدٌ : "اللهمَّ إن كنت أبقيت على نبيِّك ﷺ من حرب قريش شيئاً فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك" قالت فانفجر كَلمُه وكان قد برأ حتى ما يُرى منه إلَّا مثل الخرص، وهو الشَّيء اليسير كان الجرح قارب أن يلتئم فلمَّا دعا سعدٌ بذلك؛ لأنَّ الجرح كانت نتيجة المعركة ليحصل أجر الشَّهادة، فدعا بذلك لا يأساً ولا جزعاً، فالجرح كاد أن يندمل فانفجر الجرح ورجع إلى قُبته التي ضرب عليه رسول الله ﷺ في المسجد، كان النَّبيُّ ﷺ يعود سعداً لتكون على طريقه من اهتمامه بسعد ، ولمنقبة سعد وسابقته ومكانته في الإسلام، فيومٌ من الأيام انفجر الكلم وازداد الجرح سيلاناً ونزف ونزل من الخيمة حتى وصل إلى بعض النَّاس قالوا: يا أهل الخيمة ويا أهل المسجد: ما هذا الدَّم الذي يأتينا من قبلكم؟ كما جاء في رواية أخرى، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله ﷺ، قالت عائشة: "فحضره" يعني: نزل به الموت فحضره رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر، فوالذي نفس محمدٍ بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله : رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ قال علقمة قلت: أي أمه: فكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ قالت: "كانت عينه لا تدمع على أحدٍ" يعني: لا يبكي أو أنَّ البكاء الذي فيه شدَّة، ولكنَّه كان إذا وجد فإنَّما هو آخذ بلحيته
"[رواه أحمد25140، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة67].
وجوَّد الحديث الألباني في السَّلسلة. وذكر ابن كثير أيضاً جود إسناده في البداية والنِّهاية[البداية والنهاية4/ 142]. الحديث يبيِّن رحمة الصَّحابة لبعضهم، وإذا نزلت المصيبة أو الموت بأحدهم ماذا تكون مشاعر الآخرين؟ أمَّا دمع عين النَّبيِّ ﷺ فمعروفٌ في مشاهد كثيرة يدلُّ على رحمته كما سيأتي.