تراتيل عشق
05-28-2023, 04:58 PM
فريضة الحج[/b]
[/color][/size]بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
[size=5] فإن فريضة الله على عباده بحج بيته الحرام من أعظم أركان الإسلام؛ قال تعالى: ï´؟ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ï´¾ [البقرة: 196]، وقال تعالى: ï´؟ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: 197].
وقال تعالى: ï´؟ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ï´¾ [آل عمران: 96، 97].
متى فرض الحج؟
فرض الحج في السنة التاسعة، وهذا هو الموافق للحكمة، فإن مكة قبل الفتح كانت بلاد كفر، وليس من الحكمة أن يفرض على الناس الحج وقدوم مكة، وهي تحت يد الكافرين والمشركين.
والدليل على أن الحج فرض في السنة التاسعة أن آية وجوب الحج في صدر سورة آل عمران وهي قوله تعالى: ï´؟ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ï´¾ [آل عمران: 97]، نزلت عام الوفود.
لماذا تأخر حج النبي صلى الله عليه وسلم؟
فإن قيل: لماذا لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم في التاسعة؟
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج لسببين:
الأول: كثرة الوفود عليه في هذه السنة، حتى سُمي هذا العام بعام الوفود، ولا شك أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفقهوا في دينهم، أمرٌ مهم.
الثاني: أن المشركين كانوا يحجون مع المسلمين، إلى أن نزل قوله تعالى في العام التاسع من الهجرة: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ï´¾ [التوبة: 28].
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر حجَّه من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط، فإنه أَذَّن في التاسعة: (ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان)؛ متفق عليه.
حجة الوداع:
وفي يوم مشهود من أيام الله، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام العاشر من الهجرة ومعه مائة ألف أو يزيدون، يؤدون مناسك الحج بعد أن أصبحت مكة في حمى المسلمين، وبعد أن طهِّرت الكعبة من الأصنام، وبعد أن مُحيت آثار الجاهلية كلها، وسُميت حجة الوداع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودَّع أمَّته قائلًا: (أيها الناس، اسْمعُوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا أَلْقاكُم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا).
الحج مرة واحدة في العمر:
جاءت الأحاديث الكثيرة بأن الحج أحد أركان الإسلام، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًّا، ووجوب الحج على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع، ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال: (أيها الناس، قد فرض عليكم الحج، فحجوا)، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلت: نعم، لوجبت، ولَمَا استطعتم)، ثم قال: (ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)؛ ثم قال: (الحج مرة فمن زاد فهو تطوُّع)؛ [أخرجه أحمد 2304، 2246، ومسلم 1337].
كم مرة حج النبي صلى الله عليه وسلم؟
عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم: «حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر، ومعها عمرة، فساق ثلاثة وستين بدنة»؛ [أخرجه الترمذي 815].
وأما حديث قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة؛ [أخرجه البخاري 1778]، فالمراد حجة واحدة بعد فرض الحج أو بعد الهجرة.
[/color][/size]بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
[size=5] فإن فريضة الله على عباده بحج بيته الحرام من أعظم أركان الإسلام؛ قال تعالى: ï´؟ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ï´¾ [البقرة: 196]، وقال تعالى: ï´؟ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: 197].
وقال تعالى: ï´؟ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ï´¾ [آل عمران: 96، 97].
متى فرض الحج؟
فرض الحج في السنة التاسعة، وهذا هو الموافق للحكمة، فإن مكة قبل الفتح كانت بلاد كفر، وليس من الحكمة أن يفرض على الناس الحج وقدوم مكة، وهي تحت يد الكافرين والمشركين.
والدليل على أن الحج فرض في السنة التاسعة أن آية وجوب الحج في صدر سورة آل عمران وهي قوله تعالى: ï´؟ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ï´¾ [آل عمران: 97]، نزلت عام الوفود.
لماذا تأخر حج النبي صلى الله عليه وسلم؟
فإن قيل: لماذا لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم في التاسعة؟
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج لسببين:
الأول: كثرة الوفود عليه في هذه السنة، حتى سُمي هذا العام بعام الوفود، ولا شك أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفقهوا في دينهم، أمرٌ مهم.
الثاني: أن المشركين كانوا يحجون مع المسلمين، إلى أن نزل قوله تعالى في العام التاسع من الهجرة: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ï´¾ [التوبة: 28].
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر حجَّه من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط، فإنه أَذَّن في التاسعة: (ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان)؛ متفق عليه.
حجة الوداع:
وفي يوم مشهود من أيام الله، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام العاشر من الهجرة ومعه مائة ألف أو يزيدون، يؤدون مناسك الحج بعد أن أصبحت مكة في حمى المسلمين، وبعد أن طهِّرت الكعبة من الأصنام، وبعد أن مُحيت آثار الجاهلية كلها، وسُميت حجة الوداع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودَّع أمَّته قائلًا: (أيها الناس، اسْمعُوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا أَلْقاكُم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا).
الحج مرة واحدة في العمر:
جاءت الأحاديث الكثيرة بأن الحج أحد أركان الإسلام، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًّا، ووجوب الحج على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع، ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال: (أيها الناس، قد فرض عليكم الحج، فحجوا)، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلت: نعم، لوجبت، ولَمَا استطعتم)، ثم قال: (ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)؛ ثم قال: (الحج مرة فمن زاد فهو تطوُّع)؛ [أخرجه أحمد 2304، 2246، ومسلم 1337].
كم مرة حج النبي صلى الله عليه وسلم؟
عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم: «حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر، ومعها عمرة، فساق ثلاثة وستين بدنة»؛ [أخرجه الترمذي 815].
وأما حديث قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة؛ [أخرجه البخاري 1778]، فالمراد حجة واحدة بعد فرض الحج أو بعد الهجرة.