غصة حنين
03-12-2024, 12:34 AM
كما كتب على الذين من قبلكم
قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [سورة البقرة: 183].
قررت الآية أن الصيام ليس من خصائص هذه الأمة وإنما هو فريضة فرضت على أتباع الأنبياء من قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا إشارة إلى أمرين:
الأمر الأول: أنَّ هذه الفريضة الشرعية، يحتاجُ إليها المسلم حاجةً شديدةً، حتى أصبحت قدراً مشتركاً بين الأمم جميعاً، وليس كل أحكام الشريعة تشترك فيها شرائع الأنبياء، فأنت تجد أن بعض الأحكام الشرعية مشروعة في أمة، وليست مشروعة في أمةٍ أخرى. وبعضها مشروع لكل أمة وعلة ذلك أن هذه المشتركات بين الأمم مما تشتد إليها حاجة المكلَّف، كأمور العقائد، والأخلاق، وأصول العبادات، وأصول الحلال والحرام فلما كان الصوم من أجل العبادات التي لا يستغني عنها المكلف لجميل آثارها وحميد عوائدها جعله الله من تلك المشتركات ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَعَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾.
المعنى الثاني: أن هذا الصِّيَام ليس أمراً شاقاً بحيث لا تتحمله النفوس بل أمر ميسور لمَن كانت له نية صالحه وعزيمة صادقة، بدليل هذا الواقع التاريخي، فهاهو الصيام فُرض على قوم نوح فصاموا، على قوم إبراهيم فصاموا، على قوم موسى فصاموا، وعلى قوم عيسى فصاموا، إذا فالصيام ليس عبادة خارجة عن المألوف الذي يمكن أن يتحمله الإنسان، بل هو داخل في الإطار العام الذي بنيت عليه الشريعة من حيث كون تكاليفها في طاقة المكلفوقدرته.
وعليه فمن دخل في هذه العبادة راضياً، محباً، مقبلاً، محتسباً، سهل عليه أداؤها، واستلذَّ بها، وأخذ يفتش عن ثمراتها وأسرارها.
ومن دخلها وهو يحس بأنها ثقيلة، أنها مُرَّة، يريد أن يخلص منها، أو يغادرها في أسرع وقت، لم تدُر نفسه على تلك المعاني الجميلة التي تنطوي عليها هذه الفريضة ولن يجد فيها راحة نفسه ونعيم فؤاده.
وإذا كانت هذه الفريضة كتبت على من قبلها فعليها صبروا وبها استبشروا ولطاعة ربه انقادوا فحري بالأمة الخاتمة أن تكون أوفى صبرا وأعظم حرصا وأكثر رغبة في طاعة الله من ناحية، وفي اجتناء ثمرات العبادة من ناحية، وفي عمارة النفس بمعاني الإيمان الجميلة التي تزيد صفاء النفس وترقي الحس وتنفض عن صفحة المرء غبار الغفلة والنسيان والعادة.
..
كما كتب على الذين من قبلكم
قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [سورة البقرة: 183].
قررت الآية أن الصيام ليس من خصائص هذه الأمة وإنما هو فريضة فرضت على أتباع الأنبياء من قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا إشارة إلى أمرين:
الأمر الأول: أنَّ هذه الفريضة الشرعية، يحتاجُ إليها المسلم حاجةً شديدةً، حتى أصبحت قدراً مشتركاً بين الأمم جميعاً، وليس كل أحكام الشريعة تشترك فيها شرائع الأنبياء، فأنت تجد أن بعض الأحكام الشرعية مشروعة في أمة، وليست مشروعة في أمةٍ أخرى. وبعضها مشروع لكل أمة وعلة ذلك أن هذه المشتركات بين الأمم مما تشتد إليها حاجة المكلَّف، كأمور العقائد، والأخلاق، وأصول العبادات، وأصول الحلال والحرام فلما كان الصوم من أجل العبادات التي لا يستغني عنها المكلف لجميل آثارها وحميد عوائدها جعله الله من تلك المشتركات ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَعَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾.
المعنى الثاني: أن هذا الصِّيَام ليس أمراً شاقاً بحيث لا تتحمله النفوس بل أمر ميسور لمَن كانت له نية صالحه وعزيمة صادقة، بدليل هذا الواقع التاريخي، فهاهو الصيام فُرض على قوم نوح فصاموا، على قوم إبراهيم فصاموا، على قوم موسى فصاموا، وعلى قوم عيسى فصاموا، إذا فالصيام ليس عبادة خارجة عن المألوف الذي يمكن أن يتحمله الإنسان، بل هو داخل في الإطار العام الذي بنيت عليه الشريعة من حيث كون تكاليفها في طاقة المكلفوقدرته.
وعليه فمن دخل في هذه العبادة راضياً، محباً، مقبلاً، محتسباً، سهل عليه أداؤها، واستلذَّ بها، وأخذ يفتش عن ثمراتها وأسرارها.
ومن دخلها وهو يحس بأنها ثقيلة، أنها مُرَّة، يريد أن يخلص منها، أو يغادرها في أسرع وقت، لم تدُر نفسه على تلك المعاني الجميلة التي تنطوي عليها هذه الفريضة ولن يجد فيها راحة نفسه ونعيم فؤاده.
وإذا كانت هذه الفريضة كتبت على من قبلها فعليها صبروا وبها استبشروا ولطاعة ربه انقادوا فحري بالأمة الخاتمة أن تكون أوفى صبرا وأعظم حرصا وأكثر رغبة في طاعة الله من ناحية، وفي اجتناء ثمرات العبادة من ناحية، وفي عمارة النفس بمعاني الإيمان الجميلة التي تزيد صفاء النفس وترقي الحس وتنفض عن صفحة المرء غبار الغفلة والنسيان والعادة.
..