شيخة الزين
04-28-2020, 01:22 PM
ازمة تقبل
بسم الله الرحمن الرحيم
,
في البداية ربما يتحدث المتحدث عن أمرٍ يؤرقه ويكون عادةً في محيطه القريب أو البعيد !
لكن بعد تتبع واستقراء , وجدت أن أغلب المشاكل الصغيرة والكبيرة على مستوى الأفراد
أو الأمم هي أزمة تقبل ! دعني في البداية نذكر أمثلة عن هذه الأزمة في مجال الحياة
العادية أو حتى المسائل الفقهية التي يتكلم عنها الفقهاء لست أنا ! ربما من الأزمات في
الحياة العادية , يتضايق الشخص بشكل مبالغ فيه من أحدهم يتابع فُلان في مواقع
التواصل ! ومبرره الوحيد "ليش تتابعه أنا ما بلعته !" والآخر يكاد ينفجر من سلوك
صاحبه في إدارة وقته دون تبرير لتضجره ! والآخر يتضايق أنه يتناول قهوته اليومية
من أحد المقاهي العالمية دون ايضاً مبرراً مقنعاً لتضايقه ! أنت لا تشجع فريق الكرة
الذي أشجع إذاً أنت ضدي , حروب بين أصحاب جوالات ( الآيفون والجلاكسي )
اختلافات بسيطة وتافهة وأخرى ليست بالهينة ! وربما لو فصّلنا في مواقف الحياة
اليومية لوجدنا أمثلة كثيرة ! غير أنني أريد أن أوضح ان العالم أكبر من المحيط الذي
نعيش فيه ! بيوت الناس ليست كبيتي سلوك الناس يختلف عن سلوكي هذه الفكرة يجب
أن نعيها ونتقبلها ! التضايق والحنق والزعل والضجر لن يضر إلا نفسك ! وصدقني
سعة صدرك لتقبل الآراء والأفكار سينعكس أثره الإيجابي على نفسك, وفي ذكر المسائل
الفقهية , والتي أحرص أن لا أتكلم فيما لا أفقه ! غير أنني متأكد أن الدين أوسع وأشمل
مما نعرفه نحن , دعوني أنقل لكم قصة قصيرة عايشتها قبل سنتين تعلمت منها الشيء
الكثير ونقلتها كثيراً , القصة في أحد اللقاءات خارج المملكة , وفي إجتماع كبير حضره
عددٌ كبيرٌ من مختلف انحاء العالم الإسلامي , وأحد الاصدقاء المغربيين , لطيف سهل
المعشر طالب علم ورئيس جمعية إسلامية في بلده , استأذن منّا ليذهب إلى الخلاء ليقضي
حاجته , وبعد دقائق عاد لنا وهو غضبان ومتضايق , ويحكي لنا الموقف بلهجته المغربية
التي تعجبني كثيراً , فيقول : كنت في الحمام , وجاءني إتصالاً اضطررت إلى الرد
عليه , وبعد ما أنتهى خرج و أقبل إليه أحد الشباب منكراً عليه مغلظاً عليه بالقول محرماً
ومجرماً فعلته أمام الناس ! فتضايق الصديق المغربي وقال له القاعدة المعروفة ( من قل
علمه كثر إنكاره ) وقال لنا تتبعت مسألة الحديث في الخلاء أكثر ما قيل في حكمها
الكراهة ! لا أدري ذكر هذه القصة في أزمة التقبل لها مجال , لكن خذوا موقفاً آخر لأحد
الأصدقاء منكراً محذراً محرماً مجرّماً كل من يتابع قناة بداية , وأسماها النهاية , وشغله
الشاغل عيوبها وسوؤها ! وقد غفل عن خيرها وفضلها ودعوتها وإيجابياتها , يا صاحبي
الذي لا تتقبله أنت لا تلزم الناس أن يكون رأيهم مثل رأيك ! أنت تريد أن لا تتابع كما
تريد لا تتابع , الناس مالم يفعلوا حراماً واضحاً لا تضيق عليهم إيّاك أن تكون ممن لديهم
(أزمة التقبل ) قيسوا مثل هذه المواقف كثيراً ما تجدها في حياتنا اليومية , أنا لا أدعوا إلى
التمييع , أنا أدعوا إلى تقبل الرأي الآخر ما دام في إطار المباح ! تــعرفون كلمة الإمام
الشافعي رحمه الله تعالـــى المعروفة ( الا يصلح أن نبقى إخواناً ولو اختلفنا ) والقصص
في حياة الصحابة والسلف كثيرة , تعضد مسألة تقبل الرأي , فعلاً لو استطعنا أن نحل
أزمة التقبل , سنكون بخير بإذن الله ,
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
,
في البداية ربما يتحدث المتحدث عن أمرٍ يؤرقه ويكون عادةً في محيطه القريب أو البعيد !
لكن بعد تتبع واستقراء , وجدت أن أغلب المشاكل الصغيرة والكبيرة على مستوى الأفراد
أو الأمم هي أزمة تقبل ! دعني في البداية نذكر أمثلة عن هذه الأزمة في مجال الحياة
العادية أو حتى المسائل الفقهية التي يتكلم عنها الفقهاء لست أنا ! ربما من الأزمات في
الحياة العادية , يتضايق الشخص بشكل مبالغ فيه من أحدهم يتابع فُلان في مواقع
التواصل ! ومبرره الوحيد "ليش تتابعه أنا ما بلعته !" والآخر يكاد ينفجر من سلوك
صاحبه في إدارة وقته دون تبرير لتضجره ! والآخر يتضايق أنه يتناول قهوته اليومية
من أحد المقاهي العالمية دون ايضاً مبرراً مقنعاً لتضايقه ! أنت لا تشجع فريق الكرة
الذي أشجع إذاً أنت ضدي , حروب بين أصحاب جوالات ( الآيفون والجلاكسي )
اختلافات بسيطة وتافهة وأخرى ليست بالهينة ! وربما لو فصّلنا في مواقف الحياة
اليومية لوجدنا أمثلة كثيرة ! غير أنني أريد أن أوضح ان العالم أكبر من المحيط الذي
نعيش فيه ! بيوت الناس ليست كبيتي سلوك الناس يختلف عن سلوكي هذه الفكرة يجب
أن نعيها ونتقبلها ! التضايق والحنق والزعل والضجر لن يضر إلا نفسك ! وصدقني
سعة صدرك لتقبل الآراء والأفكار سينعكس أثره الإيجابي على نفسك, وفي ذكر المسائل
الفقهية , والتي أحرص أن لا أتكلم فيما لا أفقه ! غير أنني متأكد أن الدين أوسع وأشمل
مما نعرفه نحن , دعوني أنقل لكم قصة قصيرة عايشتها قبل سنتين تعلمت منها الشيء
الكثير ونقلتها كثيراً , القصة في أحد اللقاءات خارج المملكة , وفي إجتماع كبير حضره
عددٌ كبيرٌ من مختلف انحاء العالم الإسلامي , وأحد الاصدقاء المغربيين , لطيف سهل
المعشر طالب علم ورئيس جمعية إسلامية في بلده , استأذن منّا ليذهب إلى الخلاء ليقضي
حاجته , وبعد دقائق عاد لنا وهو غضبان ومتضايق , ويحكي لنا الموقف بلهجته المغربية
التي تعجبني كثيراً , فيقول : كنت في الحمام , وجاءني إتصالاً اضطررت إلى الرد
عليه , وبعد ما أنتهى خرج و أقبل إليه أحد الشباب منكراً عليه مغلظاً عليه بالقول محرماً
ومجرماً فعلته أمام الناس ! فتضايق الصديق المغربي وقال له القاعدة المعروفة ( من قل
علمه كثر إنكاره ) وقال لنا تتبعت مسألة الحديث في الخلاء أكثر ما قيل في حكمها
الكراهة ! لا أدري ذكر هذه القصة في أزمة التقبل لها مجال , لكن خذوا موقفاً آخر لأحد
الأصدقاء منكراً محذراً محرماً مجرّماً كل من يتابع قناة بداية , وأسماها النهاية , وشغله
الشاغل عيوبها وسوؤها ! وقد غفل عن خيرها وفضلها ودعوتها وإيجابياتها , يا صاحبي
الذي لا تتقبله أنت لا تلزم الناس أن يكون رأيهم مثل رأيك ! أنت تريد أن لا تتابع كما
تريد لا تتابع , الناس مالم يفعلوا حراماً واضحاً لا تضيق عليهم إيّاك أن تكون ممن لديهم
(أزمة التقبل ) قيسوا مثل هذه المواقف كثيراً ما تجدها في حياتنا اليومية , أنا لا أدعوا إلى
التمييع , أنا أدعوا إلى تقبل الرأي الآخر ما دام في إطار المباح ! تــعرفون كلمة الإمام
الشافعي رحمه الله تعالـــى المعروفة ( الا يصلح أن نبقى إخواناً ولو اختلفنا ) والقصص
في حياة الصحابة والسلف كثيرة , تعضد مسألة تقبل الرأي , فعلاً لو استطعنا أن نحل
أزمة التقبل , سنكون بخير بإذن الله ,
والحمد لله رب العالمين