عشق الليالي
04-28-2020, 10:27 PM
الموتَ حقيقة لا يُنكرُها مُؤمن ولا كافر، وقد كتبهُ الله على جميع خلقه، ولم يَستَثْنِ في ذلك أحداً حتّى أَحَبَهم وأَقربَهم إليه، بل أَذاقهُ لرُسلهِ وأَنبيائهِ، قال الله عزَّ وجلَّ (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ غ— وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً غ– وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)،[ظ،] فالإنسانُ لم يُخلَق للخلودِ على وجهِ هذه البسيطةِ بل إنّ الله قد استخلفهُ فيها؛ كي يُؤدّي الذي خُلِقَ من أجلهِ من عبادة الله وتوحيده، وألّا يُشرِك بعبادته، فإن حان أجله وأدركته المَنيّة فمن الطبيعيّ أنّه سيَشعُر بسكراتِ الموت، وينقسم العبدُ حينها إمّا لعبدٍ كافر، أو لعبدٍ مؤمن؛ فإن كان كافراً كانت سكرات الموت عليه شديدةً ومُوجعةً، وإن كان العبد مُؤمناً كانت سكراتُ الموت عليه سهلةً ويسيرةً، وقد تشتدُّ سكراتُ الموت على فئةٍ خاصّةٍ من المؤمنين حتّى يَرفع الله بذلك درجاتهم، ويُكَفِّر عن سيّئاتهم، ويَرفَع منزلتَهم، ومع ذلك فإنّ كلّ من يموت فلا بدّ سينالهُ نصيبٌ من سَكَرات الموت، فتلك إرادة الله في خلقه.
http://dl10.glitter-graphics.net/pub/2418/2418530v7ekrt5pta.gif
http://dl10.glitter-graphics.net/pub/2418/2418530v7ekrt5pta.gif