عذب الإحساس
09-08-2020, 12:10 AM
-
,
الحمد لله الكريم التوّاب ، والصلاة والسلام على خير من صلى وأناب ، وبعد /
فإنّ من أعظم أيام المرء في حياته ( يوم التوبة والإنابة )
فهو أجملُ يوم يمرّ على ذلك التائب منذ ولدته أمّهُ ، بل تلك هي الولادة الحقيقة التي
يصطفي الله لها من شاء من عباده ، فالولادة الطبيعية يشترك فيها كلُّ بني آدم ، بل حتى
الحيوان يشترك فيها ، لكنّ ولادة الروح وعروجها لملكوت الإنابة لبارئها له شأنه الخاصُّ
بها ، فهي الولادة التي تحيا بها النفس الحياة الحقيقية وتمتدُّ معها لحياة الخلود الأبدي في
دار النعيم المقيم .
🍃 يومُ التوبة يومٌ عظيمٌ لصاحبه يعرف به حق ربه ، ويعترف فيه بحاجته لرحمته ،
ويُظهر ويُحقق فيه فقره لمولاه ( هذا الفقر الذي به غناه ) يعود بها لحياته التي لأجلها
خُلق ، فهو إنّما خُلق ليكون عبداً لله منيباً ، طائعاً مخبتاً ذليلاً .
🍃 تأمّل يامن لازلت مصِرّاً على الذنوب وعالم الخطايا أي خير فاتك في عمرك السابق
حيث لم تعمره بطاعة ، وفاتك أغلى ما تملك وأضعته في دياجير الظلمات ؟
أعد الذاكرة الأن ( نعم الأن ) فأي فائدة جنيتها من معاقرة المحرمات وملابسة الخطيئات ؟
أين اللذات المتوهمّة ، هل بقي منها شيء ؟
لقد ذهبت ولم يبق إلا الوزر وخطورته وتبعاته ، وليس بين يديك إلا التوبة النصوح التي
بها النجاة .
🍃 يصبح يوم التوبة خير يوم يمرّ على المرء منذ ولدته أمُّه لأنّ فيه الإستجابة لنداء الله
الذي دعاه لها ،
فاللهُ ينادي عباده بأن يتوبوا لأنّ بها سعادتهم الأبدية وطيب حياتهم الدنيوية ، فيقول
سبحانه :
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىظ° أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ غڑ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا غڑ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
ينادي المسرفين الذين تجاوزوا الحدّ في الذنوب والخطئيات ، فما من ذنب إلا فعلوها ، وما
من خطيئة إلا ارتكبوها ، ومع ذا يناديهم الرحيم بأجمل الأسماء بقوله : " يَا عِبَادِيَ "
ويرغبهم بقوله : " لَا تَقْنَطُوا "
ويُطمئنهم بقوله : " إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا غڑ " .
فمهما عظُم في قلبك ذنب فأيقن أنّ الله يغفره ، ومهما أسرفت على نفسك بالخطايا فيبقى
بابُ التوبة مفتوحاً لك .
عش بقلبك مع هذا النداء الرباني الرحيم :
" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ماكان منك ولا أُبالي ، ياابن آدم
لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أُبالي "
فأي رحمة أعظم من هذه ؟!
وأي عطاء أوسع من هذا العطاء ؟!
🍃 لئن ثبط الشيطانُ العبدَ عن التوبة زمناً ، فأيقنّ أنّ التأخر عنها زيادةً هو أشدّ عقوبة ،
وأسوأ مآلاً .
لا تخف من استهزاء النّاس وسخريتهم فغداً سيقدرونك كلهم ، وهذا واقعٌ ومجرّب .
ولا تخف من العودة إلى حمأة الذنوب ، فعلاج هذا بإحسان الظنّ بالله ، فالمنتكسون قلة -
ولله الحمد - والثابتون لا حصر لهم .
🍃 لا تترد ولو أذنبت وتبت في اليوم مئة مرة .
فلو تُبت في الصباح ونقضتها في المساء فتُبّ .
ولو تُبت في المساء ونقضتها في الصباح فتُبّ .
فإنّ الله لرحمته بعباده ، وعلمه بضعفهم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل .
الضعفُ من طبعنا ، والميل للشهوات من شأننا ، ولو لم نذنب لأماتنا الله وأتى بقوم آخرين
يُذنبون ويذنبون ويستغفرون فيغفر لهم ، ويتوبون فيتوبُ عليهم ، فجدّد التوبة على الدوام
وأيقن برحمة ربك .
🍃 يتحبّب إلينا الكريم الجواد الغني - سبحانه - بأن نتوب ليتوب علينا ونستغفره ليغفر لنا
فيقول :
" ياعبادي إنّكم تُخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم
" .
أضاع الصلاة - وهي أعظم شرائع الإسلام - زمناً طويلاً ، وفرّط فيها تفريطاً
كثيراً ، ولكنّه تاب وندم وعاد إلى رشده فصار من المصلين المحافظين عليه .
توبته هذه كانت سبباً في نيل رحمة الله ، وتأهله لدخول جنّة عرضها السموات والأرض
التي أُعدت للتائبين ، قال تعالى :
" فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ غ– فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن
تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَظ°ئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا " ( سورة مريم - 60 )
يرتكب عظائم الأمور من الشرك وقتل النفس بغير حق ويزني ويسرف على نفسه
كثيراً كثيراً .
فيتعدى على حق الله الخاص ( التوحيد ) ويدعو غيره من الآلهة ، و يقتل نفساً أو أنفساً
بغير حق ، ويزني ويتعدى على محارم النّاس ويرتكب جرماً عظيماً تكاد السموات
يتفطرن من شناعته ، وتخرّ الجبال هداً من فظاعته ، ولكنّه يوماً من الأيام يعود إلى رشده
، ويُقلع عن هذا كله ، ويندم على شنيع فعله لأنّه لم يرَ فيه إلا الهمّ والغمّ ، فيعود إلى ربه
تائباً نادماً ، فكيف هو صنيع الله معه مع هذه الجرائم ؟
والله لو عفا عنه لكان هذا منه إحساناً ورحمة ليس مثلها رحمة ، ولكن انظر لرحمة الرحيم
ليس فقط يغفرها له ويعفى عنه ويسامحه بل يُبدّلُ سيئاته حسنات بفضله وجوده .
قال تعالى ؛
" وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَظ°هًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
غڑ وَمَن يَفْعَلْ ذَظ°لِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا
مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَظ°ئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ غ— وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رَّحِيمًا (سورة الفرقان - 70 )
ذلك أنّ التوبة محبوبةً إلى الله تعالى ، فإلى متى التأخر وعدم المسارعة بعد هذا !؟
🍃 أخي ... أخيتي /
التوبة : هي الإنابة والرجوع لله بلزوم طاعته إلى يوم الممات .
التوبة : هي الدخول إلى عالم السعداء ، والطمأنينة التي ينشدها أفرادُ العالم أجمع .
التوبة : هي حياة الراحة ، والتجرد من الحقوق فلا يبقى عليك تبعة تؤلمك ، أو حقوق
تقلقك ، أو مطالب تؤرقك .
التوبة : هي العبودية الحقة التي بلغها الكُمّل من البشر ابتداءً بالأنبياء والصالحين من
بعدهم .
التوبةُ : فيها التخفّف من الآثار السيئة لها ، فإنّ للذنوب آثاراً لا يعرفها إلا صاحب الحي
القلب ؛
وما لجرح بميتٍ إيلامُ .
التوبة : سبباً في نزول البركات والحياة الطيبة ؛
ينالها التائب في الدنيا ، ولئن لقي ألماً وغصصاً في بدايتها فإنّما هو امتحانٌ وابتلاء ليرى
اللهُ صدقه ، وليكون ثباته أعظم بعد هذه الابتلاءات .
التوبة : فرصة للفوز بدعوات ملائكة الرحمن ، وهم عبادٌ دعاؤهم أقرب للإجابة ،
وأرجى للقبول .
التوبة : منشور الولاية والمحبة من الرحمن وكفى بهذه عطيةً وفضلاً ، قال
تعالى :
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ "
ووالله لو لم يكن في التوبة إلا هذا الفضل لكان حرياً بالناصح لنفسه أن يُسارع إليه ، فكيف
وقد جمعت من الفضائل ما لا يحصى .
📍ختاماً /
اعلم أنّ في التوبة من الفضائل أضعاف أضعاف ما ذُكر ، وتذكّر أيها المؤمن أنّ :
" مِن قِبلِ مغربِ الشَّمسِ بابًا مفتوحًا، عَرضُهُ سبعونَ سنةً، فلا يَزالُ ذلِكَ البابُ مفتوحًا
للتَّوبةِ ، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ مِن نحوِهِا " كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلنبادر لها قبل فوات الأوان .
اللهم يسر لنا التوبة ، واجعلنا من المسارعين لها يارحمن .
كتبه حامداً ربه مصلياً على نبيه صلى الله عليه وسلم /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
~
,
الحمد لله الكريم التوّاب ، والصلاة والسلام على خير من صلى وأناب ، وبعد /
فإنّ من أعظم أيام المرء في حياته ( يوم التوبة والإنابة )
فهو أجملُ يوم يمرّ على ذلك التائب منذ ولدته أمّهُ ، بل تلك هي الولادة الحقيقة التي
يصطفي الله لها من شاء من عباده ، فالولادة الطبيعية يشترك فيها كلُّ بني آدم ، بل حتى
الحيوان يشترك فيها ، لكنّ ولادة الروح وعروجها لملكوت الإنابة لبارئها له شأنه الخاصُّ
بها ، فهي الولادة التي تحيا بها النفس الحياة الحقيقية وتمتدُّ معها لحياة الخلود الأبدي في
دار النعيم المقيم .
🍃 يومُ التوبة يومٌ عظيمٌ لصاحبه يعرف به حق ربه ، ويعترف فيه بحاجته لرحمته ،
ويُظهر ويُحقق فيه فقره لمولاه ( هذا الفقر الذي به غناه ) يعود بها لحياته التي لأجلها
خُلق ، فهو إنّما خُلق ليكون عبداً لله منيباً ، طائعاً مخبتاً ذليلاً .
🍃 تأمّل يامن لازلت مصِرّاً على الذنوب وعالم الخطايا أي خير فاتك في عمرك السابق
حيث لم تعمره بطاعة ، وفاتك أغلى ما تملك وأضعته في دياجير الظلمات ؟
أعد الذاكرة الأن ( نعم الأن ) فأي فائدة جنيتها من معاقرة المحرمات وملابسة الخطيئات ؟
أين اللذات المتوهمّة ، هل بقي منها شيء ؟
لقد ذهبت ولم يبق إلا الوزر وخطورته وتبعاته ، وليس بين يديك إلا التوبة النصوح التي
بها النجاة .
🍃 يصبح يوم التوبة خير يوم يمرّ على المرء منذ ولدته أمُّه لأنّ فيه الإستجابة لنداء الله
الذي دعاه لها ،
فاللهُ ينادي عباده بأن يتوبوا لأنّ بها سعادتهم الأبدية وطيب حياتهم الدنيوية ، فيقول
سبحانه :
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىظ° أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ غڑ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا غڑ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
ينادي المسرفين الذين تجاوزوا الحدّ في الذنوب والخطئيات ، فما من ذنب إلا فعلوها ، وما
من خطيئة إلا ارتكبوها ، ومع ذا يناديهم الرحيم بأجمل الأسماء بقوله : " يَا عِبَادِيَ "
ويرغبهم بقوله : " لَا تَقْنَطُوا "
ويُطمئنهم بقوله : " إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا غڑ " .
فمهما عظُم في قلبك ذنب فأيقن أنّ الله يغفره ، ومهما أسرفت على نفسك بالخطايا فيبقى
بابُ التوبة مفتوحاً لك .
عش بقلبك مع هذا النداء الرباني الرحيم :
" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ماكان منك ولا أُبالي ، ياابن آدم
لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أُبالي "
فأي رحمة أعظم من هذه ؟!
وأي عطاء أوسع من هذا العطاء ؟!
🍃 لئن ثبط الشيطانُ العبدَ عن التوبة زمناً ، فأيقنّ أنّ التأخر عنها زيادةً هو أشدّ عقوبة ،
وأسوأ مآلاً .
لا تخف من استهزاء النّاس وسخريتهم فغداً سيقدرونك كلهم ، وهذا واقعٌ ومجرّب .
ولا تخف من العودة إلى حمأة الذنوب ، فعلاج هذا بإحسان الظنّ بالله ، فالمنتكسون قلة -
ولله الحمد - والثابتون لا حصر لهم .
🍃 لا تترد ولو أذنبت وتبت في اليوم مئة مرة .
فلو تُبت في الصباح ونقضتها في المساء فتُبّ .
ولو تُبت في المساء ونقضتها في الصباح فتُبّ .
فإنّ الله لرحمته بعباده ، وعلمه بضعفهم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل .
الضعفُ من طبعنا ، والميل للشهوات من شأننا ، ولو لم نذنب لأماتنا الله وأتى بقوم آخرين
يُذنبون ويذنبون ويستغفرون فيغفر لهم ، ويتوبون فيتوبُ عليهم ، فجدّد التوبة على الدوام
وأيقن برحمة ربك .
🍃 يتحبّب إلينا الكريم الجواد الغني - سبحانه - بأن نتوب ليتوب علينا ونستغفره ليغفر لنا
فيقول :
" ياعبادي إنّكم تُخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم
" .
أضاع الصلاة - وهي أعظم شرائع الإسلام - زمناً طويلاً ، وفرّط فيها تفريطاً
كثيراً ، ولكنّه تاب وندم وعاد إلى رشده فصار من المصلين المحافظين عليه .
توبته هذه كانت سبباً في نيل رحمة الله ، وتأهله لدخول جنّة عرضها السموات والأرض
التي أُعدت للتائبين ، قال تعالى :
" فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ غ– فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن
تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَظ°ئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا " ( سورة مريم - 60 )
يرتكب عظائم الأمور من الشرك وقتل النفس بغير حق ويزني ويسرف على نفسه
كثيراً كثيراً .
فيتعدى على حق الله الخاص ( التوحيد ) ويدعو غيره من الآلهة ، و يقتل نفساً أو أنفساً
بغير حق ، ويزني ويتعدى على محارم النّاس ويرتكب جرماً عظيماً تكاد السموات
يتفطرن من شناعته ، وتخرّ الجبال هداً من فظاعته ، ولكنّه يوماً من الأيام يعود إلى رشده
، ويُقلع عن هذا كله ، ويندم على شنيع فعله لأنّه لم يرَ فيه إلا الهمّ والغمّ ، فيعود إلى ربه
تائباً نادماً ، فكيف هو صنيع الله معه مع هذه الجرائم ؟
والله لو عفا عنه لكان هذا منه إحساناً ورحمة ليس مثلها رحمة ، ولكن انظر لرحمة الرحيم
ليس فقط يغفرها له ويعفى عنه ويسامحه بل يُبدّلُ سيئاته حسنات بفضله وجوده .
قال تعالى ؛
" وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَظ°هًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
غڑ وَمَن يَفْعَلْ ذَظ°لِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا
مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَظ°ئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ غ— وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رَّحِيمًا (سورة الفرقان - 70 )
ذلك أنّ التوبة محبوبةً إلى الله تعالى ، فإلى متى التأخر وعدم المسارعة بعد هذا !؟
🍃 أخي ... أخيتي /
التوبة : هي الإنابة والرجوع لله بلزوم طاعته إلى يوم الممات .
التوبة : هي الدخول إلى عالم السعداء ، والطمأنينة التي ينشدها أفرادُ العالم أجمع .
التوبة : هي حياة الراحة ، والتجرد من الحقوق فلا يبقى عليك تبعة تؤلمك ، أو حقوق
تقلقك ، أو مطالب تؤرقك .
التوبة : هي العبودية الحقة التي بلغها الكُمّل من البشر ابتداءً بالأنبياء والصالحين من
بعدهم .
التوبةُ : فيها التخفّف من الآثار السيئة لها ، فإنّ للذنوب آثاراً لا يعرفها إلا صاحب الحي
القلب ؛
وما لجرح بميتٍ إيلامُ .
التوبة : سبباً في نزول البركات والحياة الطيبة ؛
ينالها التائب في الدنيا ، ولئن لقي ألماً وغصصاً في بدايتها فإنّما هو امتحانٌ وابتلاء ليرى
اللهُ صدقه ، وليكون ثباته أعظم بعد هذه الابتلاءات .
التوبة : فرصة للفوز بدعوات ملائكة الرحمن ، وهم عبادٌ دعاؤهم أقرب للإجابة ،
وأرجى للقبول .
التوبة : منشور الولاية والمحبة من الرحمن وكفى بهذه عطيةً وفضلاً ، قال
تعالى :
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ "
ووالله لو لم يكن في التوبة إلا هذا الفضل لكان حرياً بالناصح لنفسه أن يُسارع إليه ، فكيف
وقد جمعت من الفضائل ما لا يحصى .
📍ختاماً /
اعلم أنّ في التوبة من الفضائل أضعاف أضعاف ما ذُكر ، وتذكّر أيها المؤمن أنّ :
" مِن قِبلِ مغربِ الشَّمسِ بابًا مفتوحًا، عَرضُهُ سبعونَ سنةً، فلا يَزالُ ذلِكَ البابُ مفتوحًا
للتَّوبةِ ، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ مِن نحوِهِا " كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلنبادر لها قبل فوات الأوان .
اللهم يسر لنا التوبة ، واجعلنا من المسارعين لها يارحمن .
كتبه حامداً ربه مصلياً على نبيه صلى الله عليه وسلم /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
~