في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (17)
﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
تأمَّلْ كيفَ يصوِّرُ اللهُ تَعَالى الحياةَ الدُّنيا في سورةِ يونسَ: ﴿ كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ.. ﴾ [يونس: 24]
وفي سورةِ الكهفِ: ﴿ كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ.. ﴾ [الكهف: 45]
وفي سورةِ الحديدِ: ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا.. ﴾ [الحديد: 20]..
هَكَذَا هِيَ الحَيَاةُ الدُّنيا في تصويرِ القُرآنِ الكريمِ.. رَبِيعٌ لا يَلبَثُ أَن يَكُونَ حَصِيدًا، وَنَبَاتٌ يَهِيجُ ثم يَغدُو هَشِيمًا..
فعلى العَاقِلِ أنْ يغتنَمَ أيامَها المعَدُودَةِ، وأنْ يتزَوَّدَ بأكبرِ قَدْرٍ مِنَ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ قَبلَ تَصَرُّمِهَا..
وهذا ما يُوَجِهُنَا إليهِ القرآنُ الكريمُ بعدَ كُلِّ آيةٍ مِنْ تلكَ الآيَاتِ الثَلاثِ:
فبعدَ آيةِ سُورةِ يُونُسَ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وعلا: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]
وبعدَ آيةِ الكهفِ، يقولُ تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]
وبعدَ آيةِ الحدِيدِ يقولُ سبحانهُ: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.. ﴾ [الحديد: 21].
فيَا أهلَ العَزائِمِ أكْثِروا مِن الغَنائِمِ.. ﴿ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158]..
وآخِرُ دَعْوانَا أن الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمين..
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.
V Yklh leg hgpdhm hg]kdh C