|
|
![]() |
|
♫ıl القرآن الكريم و علومه ıl♫ ┘¬»[ تفسير القرآن و آيات القرآن و معجزات القران |
![]() |
![]() |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]()
اسم الله المقدم 1
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . من أسماء الله الحسنى : ( المقدم ) : ورود اسم المقدم في السنة النبوية فقط : هذا الاسم أيها الأخوة لم يرد في القرآن الكريم ، ولكن ورد في السنة الصحيحة ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قام من الليل يتهجد : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا " [الإسراء:78-79] . وكان عليه الصلاة والسلام يقول : " سَلُوا الله ليَ الوَسِيلةَ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وما الوسيلةُ ؟ قال : أعلى درجة في الجنة ، لا ينالُها إِلا رجل واحد ، أرجو أن أكونَ [ أنا ] هو "[الترمذي] قال : " اللَّهمَّ رَبَّنا لك الحمدُ ، أنْتَ قَيِّمُ السماوات والأرضِ ومَن فِيهنَّ ، ولك الحمدُ أنت نورُ السماوات والأرضِ ومن فيهن ، ولك الحمدُ ، أنتَ مَلِك السماوات والأرضِ ومن فيهن ، ولك الحمدُ ، أنت الحقُّ ، وَوَعْدُكَ الحقُّ ، ولقاؤكَ حَقٌّ ، وقَولك حَقٌّ ، والجنَّةُ حَقٌّ والنَّارُ حَقٌّ ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ ، ومحمدٌ حَقٌّ ، والساعةُ حَقٌّ ، اللَّهمَّ لك أسلمتُ ، وبِك آمَنتُ وعليك توكلتُ ، وإليك أَنَبتُ ، وبِكَ خَاصَمتُ ، وإِليكَ حاكمتُ ، فاغفر لي ما قَدَّمتُ ، وما أخَّرْتُ ، وما أسررتُ ، وما أَعلَنتُ ، أنت المقَدِّمُ وأنت المؤخِّرُ ، لا إِلهَ إلا أنت ، ولا إله غَيرُكَ "[البخاري ومسلم] هذه أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في التهجد ، وعند مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان إذا سجد ، قال : " اللَّهمَّ لَكَ سَجدْتُ ، وبِكَ آمَنْتُ ، ولَكَ أسلَمتُ ، وأنْتَ رَبِّي ، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمعَهُ وبَصرَهُ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ "[مسلم] وإذا سلم من الصلاة قال : " اللهمَّ اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت "[ابن خزيمة] هذا الاسم أيها الأخوة ورد في السنة الصحيحة . المقدم في اللغة : " المقدم " اسم فاعل ، من فعل رباعي مضعف ، قدم ، يقدم ، مقدم ، الفعل قدم يقدم ، تقديماً ، وعند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ " [البخاري ومسلم] . " مَنْ قام رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ " [البخاري ومسلم] . الآن القدم : كل ما قدمت أيها الإنسان من خير أو شر وتقدمت لفلان فيه ، قدم أي تقدم في خير أو شر ، القدم إنسان قدم شيئاً من خير أو من شر ، الشاهد بالقرآن قال تعالى:" وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ "[يونس:2] العمل الصالح الذي قدمته ابتغاء وجه الله هو قدم ، معنى " قَدَمَ صِدْقٍ " عمل صالح قدمه المؤمن بين يدي ربه يوم القيامة ، سؤال : لو شخص سأل نفسه هذا السؤال المحرج ، أنا آكل وأشرب ، وأصلي وأصوم ، لكن ماذا قدمت من عمل بين يدي ربي يوم القيامة ؟ هناك آلاف النشاطات لمصلحتك ، لتحسين معيشتك ، للحفاظ على منصبك ، آلاف النشاطات تصب في النهاية لصالحك ، أما عمل صالح خالص لا تبتغي منه إلا وجه الله عز وجل ، أي عمل فعلته لله عز وجل ؟ . الإنسان بالاستقامة يسلم وبالعمل الصالح يسعد وبتربية أولاده يستمر وجوده : لا تنسوا أيها الأخوة أن الإنسان إذا استقام على أمر الله حقق السلامة فقط ، إذا طبق منهج الله افعل ولا تفعل حقق السلامة ، لأن طبيعة الاستقامة طبيعة سلبية . يقول لك أنا ما اغتبت ، ما أكلت المال الحرام ، ما فعلت فاحشة ، ما أوقعت بين مؤمنين ، ما ابتززت أموال الناس ، رائع ، لكن كل نشاطات الاستقامة نشاطات سلبية وليست إيجابية ، لكن العمل الصالح الذي تقدمه خالصاً لوجه الله ويوافق السنة ، هذا العمل الذي يرقى بك عند الله ، قال تعالى : " وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " [فاطر:10] . " فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً " [الكهف:110] فأنت بالاستقامة تسلم ، وبالعمل الصالح تسعد ، وبتربية أولادك يستمر وجودك ، يقال لفلان قدم صدق ، أي له عمل صالح . العمل الصالح الذي تبادره يصنفك مع المستقدمين : قال تعالى : " وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ " [الحجر:24] أي علمنا المستقدمين منكم في الطاعة ، من بادر إلى هذه الطاعة ؟ من بادر إلى إنفاق ماله في سبيل الله ؟ من بادر إلى الإصلاح بين اثنين ؟ من بادر إلى رعاية الأيتام ؟ العمل الصالح الذي تبادره يصنفك مع المستقدمين . " وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ " في الطاعة ، أو من يأتي منكم إلى صلاة الجمعة في الوقت المبكر فكأنما قدم بدنة ، بعد هذا الوقت كأنما قدم بقرة ، بعد هذا الوقت كأنما قدم شاةً ، بعد هذا الوقت كأنما قدم دجاجة ، بعد هذا الوقت كأنه قدم بيضة ، ثم تختم الصحف ، وتجلس الملائكة كي تستمع الخطبة ، أما عدد كبير من المسلمين يقول لك : أدركت صلاة الجمعة في الركعة الثانية ، قبل أن يقوم الخطيب ليخطب ختمت الدرجات عند الله عز وجل . " وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ " هؤلاء الذين يبكرون إلى الطاعات ، أو من يتقدم على صاحبه في الموت ، فلان مات في وقت مبكر ، هذا مستقدم ، هناك إنسان آخر الله أمد في عمره ، هذا في شأن اللغة . التقديم من أنواع التدبير الذي يتعلق بفعل الله جلّ جلاله : لكن إذا قلنا الله جلّ جلاله هو " المقدم " ما معنى الله هو " المقدم " ؟ قال هو الذي يقدم ويؤخر وفق مشيئته ، وإرادته ، وحكمته ، يقدم فلاناً ، ويؤخر فلاناً وفق مشيئته وإرادته وحكمته ، فالتقديم من أنواع التدبير الذي يتعلق بفعل الله جلّ جلاله ، تدبير الله عز وجل أن يقدم زيداً ، أو أن يؤخر عبيداً ، هذا من تدبير الله عز وجل ، بل من سياسته مع خلقه ، هذا التقديم والتأخير على نوعين ، تقديم كوني ، وتقديم شرعي ، معنى التقديم الكوني أن الله سبحانه وتعالى كما قال : " قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " [الأعراف:188] . " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ " [الأعراف:34] الذي يموت قبل الآخر يعد مقدماً للموت ، والذي يؤخر بعد الآخر يعد متأخراً في الموت . والله عز وجل يقول : " قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ "[سبأ:30] لذلك أنت حينما تؤمن إيماناً قطعياً أن حياتك بيد الله ، ولها موعد لا يتقدم ولا يتأخر ، ترتاح نفسك ، وتصبح شجاعاً ، وتصبح عزيزاً ولا تذلل أمام إنسان ، ولا تتضعضع أمام إنسان ، الأمر بيد الله ، حياتك بيده ، والموت بيده . من معاني المقدم : 1 ـ الله عز وجل يقدم في أجل إنسان ويؤخر في أجل إنسان آخر : أيها الأخوة ، إذاً المعنى الأول يقدم زيداً فيموت ، ويؤخر عبيداً فيمد الله في أجله هذا المعنى ، الله مقدم ومؤخر . 2 ـ يقدم الله بعض خلقه على بعض في الخصائص أو المقامات أو القدرات : هناك معنى آخر : يقدم بعض خلقه على بعض ، بناء على حكمة في الابتلاء ، يقدم نبياً على نبي ،يقدم صحابياً على صحابي، يقدم مؤمناً على مؤمن . " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " [آل عمران:33] . " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ " قدمها : " وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ " [آل عمران:42] . الكلمة الثانية تعني أنه اصطفاها من بين : " نِسَاءِ الْعَالَمِينَ "[آل عمران:42] لأنها أنجبت مولوداً من دون زواج ، هذا شيء مستحيل في النظام الإلهي ، لكن هذا الشيء يعد كرامة لها لأنها ليست نبية ، هذه كرامة ، فخرق النواميس للأنبياء معجزة ، وخرق النواميس لأولياء الله كرامة ، وقوله جلّ جلاله عن طالوت قال : " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "[البقرة:247] هذا اصطفاء ، يصطفي نبياً على نبي ، ولياً على ولي ، قوياً على ضعيف ، غنياً على فقير ، الله عز وجل يقدم ويؤخر . المعنى الأول يقدم في أجل الإنسان ويؤخر ، المعنى الثاني في الخصائص ، في القدرات ، في المقامات . أنواع التقديم : 1 ـ التقديم الكوني : التقديم الكوني ، إنسان مقدم بالوسامة ، إنسان مقدم بالذكاء ، إنسان مقدم بالنسب ، إنسان مقدم بالحكمة ، إنسان مقدم بالسكينة ، إنسان مقدم بالرضا ، إنسان مقدم بالأمن ، إنسان مقدم بالهيبة ، الله عز وجل يخلع على المؤمن هيبة ، تهابه كل الناس ، وقد ينزع هذه الهيبة فيتطاول عليه أقرب الناس إليه ، هذا التقديم الكوني ، التقديم التكويني ، التقديم بفعل الله . 2 ـ التقديم الشرعي وهو متعلق بمحبة الله لفعل دون فعل : أما التقديم الشرعي هذا متعلق بمحبة الله لفعل دون فعل . " إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها " [الطبراني] الله قدم في محبته معالي الأمور ، يعني أنت أيها المؤمن هل تحمل هماً كبيراً ؟ هل تحمل همّ المسلمين ؟ هل أنت في الأفق الأعلى ؟ هل تعيش الدعوة إلى الله ؟ هل تعيش مصالحك الذاتية أم تعيش خصومات سخيفة بين الناس ؟ أم تعيش القيل والقال ، وابتزاز الأموال ، وإضاعة الوقت ؟ . الله جلّ جلاله هو المقدم لأنه : 1ـ يقدم الأشياء ويضعها في مواضعها على مقتضى حكمته وعلى مقتضى الاستحقاق : المقدم هنا والمؤخر ، الله أحب أعمالاً فقدمها في الثواب ، وأبغض أعمالاً فأخرها في الثواب ، مقدم ومؤخر ، مثلاً يقول عليه الصلاة والسلام : " إنَّ الله وملائِكَتَه يُصَلُّون على الصفِّ المقدَّم ، والمؤذِّنُ يُغْفَرُ له بمدِّ صوته ويصدِّقُه مَنْ سمعه مِن رَطْب ويابس ، وله مثل أجرُ مَنْ صلَّى معه " [النسائي] . وفي صحيح مسلم : " لو يعْلَمُونَ - أو تعلمون - ما في الصَّفِّ الأوَّلِ لكانت قُرْعة "[مسلم] و : " أتِمُّوا الصفَّ المُقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان من نقْص فليَكُن في الصف المؤخَّر "[أبو داود] أيها الأخوة ، الله قدّم تجهيز الميت على أي شيء آخر ، قال : " أسْرِعوا بجنائزكم ، فإن تكُ صالحة ، فخير تقدِّمونها وإن تَكُ سوى ذلك فَشَر تضعونه عن رقابكم "[البخاري ومسلم] أمرنا بالإسراع ، فالمقدم هو الله جل جلاله الذي يقدم الأشياء ، ويضعها في مواضعها على مقتدى حكمته ، وعلى مقتضى الاستحقاق ، يعني بشكل أو بآخر من استحق التقدم قدمه الله ، ومن استحق التأخر أخره الله . 2 ـ قدم أحبابه ورفع ذكرهم وأعلى قدرهم وعصمهم : الله تعالى هو " المقدم " هو الذي يرفع ذكرك ، هو الذي يعلي قدرك ، هو الذي يوفقك ، قدمك بالتوفيق ، قدمك بالنصر ، قدمك بالتأييد ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، يعني قدمنا بالعطاء ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارضَ عنا ، كن لنا ولا تكن علينا ، يعني قدمنا يا رب ، المؤمن طموح . الله عز وجل هو " المقدم " هو الذي قدم أحبابه ، ورفع ذكرهم ، وأعلى قدرهم وعصمهم . 3 ـ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء : وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء ، النبي صلى الله عليه وسلم ما خُوطب باسمه إطلاقاً ، الله عز وجل قال : " يَا يَحْيَى " [مريم:12] ، " يَا عِيسَى " [آل عمران:55] ، " يَا مُوسَى " [النمل:9] . لا يوجد آية واحدة في القرآن يا محمد ، هناك : " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ "[الفتح:29] بالخطاب ما خاطبه باسمه أبداً ، قال : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ "[التحريم:9] ، " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ "[المائدة:41] رفع قدره ، جعله سيد الأنبياء والمرسلين ، جعله سيد ولد آدم ، جعل له المقام المحمود ، مقام الوسيلة . 4 ـ قدم الأنبياء على الأولياء : قدم الأنبياء على أوليائه ، هناك شطحات مرفوضة ، بعض الأولياء يقول : خطوا البحر الذي وقف بساحله الأنبياء ، هذا مرفوض أشد الرفض ، في مقامات عند الله عز وجل قدم الأنبياء ، قدم النبي على كل الأنبياء ، قدم أولي العزم على بقية الأنبياء . 5 ـ قدم الصحابة الكرام على التابعين والتابعين على تابعي التابعين : الآن قدم الصحابة الكرام على التابعين ، وقدم التابعين على تابعي التابعين وقال:" خير القرون قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم " [ورد في الأثر] . المراتب في الدنيا مؤقتة : الآن هناك شيء دقيق ، قال تعالى : " انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " [الإسراء:21] تاجر كبير ، رئيس غرفة تجارة ، دخله بالملايين ، صفقاته كبيرة جداً ، هذا قُدّم على بائع متجول في بعض الأسواق في الدنيا أقول الآن . رئيس أركان في غرفة مدفأة شتاء ، مكيفة صيفاً ، مركبات ، هذا مقدم على جندي التحق بالخدمة الإلزامية ، عُين في مكان في الجبهة في أيام البرد . جراح قلب في كل عملية مقدم على ممرض ينظف المرضى . أستاذ جامعي كبير يحتل كرسياً أساسياً في كلية كبيرة جداً مقدم على معلم في قرية ، دقق الآية " انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " هذه المراتب في الدنيا أولاً مؤقتة : " من عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى "[من كنز العمال عن ابن عمر] . " رب أشعث أغبر ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لأبره " [الطبراني] قد تجد مؤمناً خاملاً لا أحد يعرفه ، معتم عليه ، قُلامة ظفره تساوي مليون رجل فاسق . بطولة الإنسان ألا يوازن بين شخصين إلا إذا ضمّ مصيره في الآخرة إلى واقعه في الدنيا : لذلك : " إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ " [الواقعة:1-3] . أقول لكم الغنى والفقر بعد العرض على الله ، الوسامة والدمامة بعد العرض على الله ، قد تكون فتاة مستوى جمالها دون الوسط ، أو دون بكثير ، ما أتيح لها أن تتزوج لكنها صالحة ، مؤمنة ، تقية ، نقية ، تحب الله ورسوله ، هذه قد تكون في الآخرة مع الملكات ، فالوسامة والدمامة بعد العرض على الله ، والذكاء والمحدودية بعد العرض على الله ، قد تجد إنساناً يحمل أعلى شهادة في الأرض لكنه فاسق فاجر، يأتي إنسان أميّ لكنه أطاع الله عز وجل ، مقامه هذا يوم القيامة في أعلى عليين . البطولة ألا توازن بين شخصين ، ولا بين شيئين ، ولا بين كيانين ، ولا بين تجارتين ، إلا إذا ضممت مصيره في الآخرة إلى واقعه في الدنيا . توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء وفي الآخرة توزيع جزاء : أيها الأخوة : " انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " شاءت حكمة الله أن يوزع الحظوظ ، المال حظ ، القوة حظ ، الصحة حظ ، شاءت حكمة الله أن يوزع الحظوظ على عباده في الدنيا توزيع ابتلاء ، ثم توزع هذه الحظوظ في الآخرة توزيعاً آخر ، توزيع جزاء ، مراتب الآخرة أبدية ، مستمرة ، تعني كل شيء ، أما في الدنيا قد يعطي الله الملك لمن لا يحب ، الدليل أعطاه لفرعون وهو لا يحبه ، وقد يعطيه لمن يحب أعطاه لسليمان عليه السلام ، وقد يعطي المال لمن لا يحب ، أعطاه لقارون ، وقد يعطيه لمن يحبه ، أعطاه لسيدنا عبد الرحمن بن عوف . إذاً حظوظ الدنيا لا تعني شيئاً ، وليست مستمرة ، مؤقتة ، الموت ينهي قوة القوي ، ينهي ضعف الضعيف ، ينهي غنى الغني ، ينهي فقر الفقير ، ينهي صحة الصحيح ، ينهي مرض المريض ، ينهي وسامة الوسيم ، ينهي دمامة الدميم ، الموت ينهي كل شيء فالبطولة تلك المرتبة التي تحتلها بعد الموت : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ " [القمر:54-55] هذه البطولة ، هذا الذكاء ، هذا النجاح ، هذا الفلاح ، هذا التفوق . الله عز وجل يقدم استحقاقاً ويؤخر استحقاقا ً: أيها الأخوة ، الله عز وجل يقدم استحقاقاً ، ويؤخر استحقاقاً ، الذي قدمك فيه في الأعمّ الأغلب عن استحقاق ، والذي أخرك فيه في الأعمّ الأغلب عن استحقاق ، وقد يقدم تفضلاً ، تشجيعاً لك ، وقد يؤخر حكمة ، ربما أعطاك يعني قدمك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ، لو جاءتك الدنيا كما تتمنى ربما كانت حجاباً بينك وبين الله ، وإذا حرمك منها لحكمة بالغةٍ بالغة ربما كان هذا الحرمان باعثاً لك إلى الله ، إذاً ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء . لكن بشكل أو بآخر مستحيل وألف ألف مستحيل أن تخطب ود الله ثم لا يقدمك الله ، أن تخلص له ، أن تطيعه ، أن تحبه ، أن تستقيم مع خلقه ، أن تحب خلقه ، أن تكرم خلقه ، مستحيل وألف ألف مستحيل أن تخطب وده لخدمة خلقه ، والإخلاص لهم دون أن تكافأ مكافأة عالية جداً . المقياس الانتمائي أفسد المجتمعات المسلمة : أيها الأخوة ، الآن تطبيقات هذا الاسم إنسان خطب ودك ينبغي أن تهتم به ، أنت بموقع قيادي ، بمؤسسة ، بجامعة ، بمستشفى ، بمعمل ، بمدرسة ، إن لم تقدم المجتهد وتؤخر المقصر ، أفسدت المجتمع في هذه المؤسسة ، إن لم تقدم المتفوق زهدته في التفوق . طالب يكتب وظيفته كل يوم ما في شيء ، لا مكافأة ولا ثناء ، طالب لا يكتبها لا يوجد عقاب ، بعد حين لا أحد يكتب الوظائف ، أنت إذا كنت في منصب قيادي ينبغي أن تقدم المتفوق ، وأن تؤخره بمقياس موضوعي ، لا بمقياس انتمائي، الذي أفسد المجتمعات المسلمة المقياس الانتمائي ، بمقياس موضوعي يجب أن تقدم المتفوق وأن تؤخر المقصر . والحمد لله رب العالمين
المصدر: ♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪ hsl hggi hglr]l 1 ![]() ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
يعطيـك ـآلـعـآفيـهَ على جمَـآل طرحـكٌ..||~
د ـآم عطـآئكٌ ../..ورؤعـة تمَـيـزكٌ..~ وديٌ لــروحـكٌ ,,~
|
|
![]()
|