بعض الناس يقول: إن المعوّقين وأصحاب الأمراض المزمنة مظلومون؛ لأن من حقهم أن يعيشوا كبقية الأصحاء ولكن الزمن قسا عليهم. وما حكم الشرع في نظرك فيمن يقول هذا القول وأمثاله؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
ما ذكره السائل من اعتراض بعض الناس على القضاء والقدر وأن ما أصابهم فهو ظلم، فإن هذا - إذا اعتقده السائلُ على ظاهرِه - كفرٌ وردَّةٌ؛ لأنه اعتراض على رب العالمين، والله سبحانه وتعالى له ملك السموات والأرض يفعل ما يشاء ولا اعتراض لأحد عليه. يحكم لا معطل لحكمه، وربما يكون هذا الذي أصاب هؤلاء المعوّقين ربما يكون خيرًا لهم، فإن الإنسان إذا أُصيب بمصيبةٍ كان خيرًا له، إذا صبر وإذا احتسب أجر الله أثيب عليها، والمصائب تُكفِّر الذنوب في حد ذاتها، ثم إنْ صبر الإنسان واحتسب الأجر على الله صار من الصابرين، وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزُّمَر: 10] وكذلك أيضًا يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البَقَرَة: 155 - 157].
المفتي: سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – فتوى عليها توقيعه